-A +A
طارق طلبه (القاهرة)
بحضور وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، قام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبد العزيز قطان، ووزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، بزيارة جناح المملكة العربية السعودية المشارك في الدورة "49" لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث كان في استقبالهما الدكتور خالد بن عبد الله النامي، الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية.

وقام السفير قطان برفقة الوزيرين بتفقد الجناح السعودي، ثم أطلق وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعيد الموقع الإلكتروني الرسمي للجناح على شبكة الانترنت، ثم قام مجموعة من الطلبة السعوديين التابعين لمؤسسة آلاء لذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم عرض ترفيهي تضمن الإنشاد الديني وإلقاء الشعر.


من جانبها، عبّرت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، عن إعجابها بما شاهدته من معروضات تقدم الصورة الحقيقية للحياة الثقافية والعلمية في المملكة العربية السعودية، كما أثنت على استثمار المملكة للتكنولوجيا لتعريف العالم أجمع بالإسلام الصحيح، مبديةً إعجابها الشديد بالعرض المُقدَم من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، راجية أن يكون هناك مبادرات أكثر مثل هذه المبادرة لدمجهم في الفعاليات الثقافية والمجتمع ككل.

وأكدت الوزيرة المصرية، أن دور النشر السعودية تميزت هذا العام باعتمادها بشكل كبير على التكنولوجيا في عرض منتجها الثقافي، موضحة أن قيام دور النشر السعودية بترجمة العديد من الإصدارات الإسلامية بعدة لغات أجنبية سوف يساهم في توضيح صورة العرب والمسلمين في الخارج.

وأشادت الوزيرة خلال الزيارة بما شاهدته من معروضات تقدم الصورة الحقيقية للحياة الثقافية والعلمية في المملكة العربية السعودية، وما وصلت إليه الثقافة والإبداع السعودي، وعن ترحيبها بزيادة التعاون الثقافي بين البلدين.

من جانبه، أوضح السفير قطان، أن الجناح السعودي يقع على مساحة 3000 متر مربع، ويضمُ أكثر من 25 جهة حكومية متمثلة في الوزارات والمؤسسات والهيئات والجامعات ومؤسسات التعليم والتدريب والمكتبات العامة والحكومية، و20 من دور النشر الأهلية الكبيرة والمتميزة، مما يبرزُ ما وصلت إليه المملكة من تقدم ثقافي وعلمي وحضاري من خلال تعريف العالم ببعض الجوانب الثقافية والعلمية والفكرية والأدبية في المملكة.

وأشار إلى أن أهم ما يميز مشاركة الجناح السعودي هذا العام، أنها تتضمن حزمة من البرامج والفاعليات والأنشطة المتميزة والعصرية، وعرض الآلاف من عناوين الكتب في شتى حقول الأدب والعلوم والمعرفة والثقافة والإنتاج الفكري الإنساني، كما يواصل "الصالون الثقافي السعودي" عقد فعالياتٍ لها دور كبير في إحداثِ حراكِ أدبي يجمع بين المثقفين والمفكرين والأكاديميين والأدباء والإعلاميين، من خلال إجراء جلسات تفاعلية حوارية تهدف إلى نقل التجارب الثقافية والإعلامية، والإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع العربي وبناء صلات وجسور مع الثقافات الأخرى.

وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين، أن مشاركةَ المملكة في المعرض هذا العام بجناح متميز إنما تعكس العمق التاريخي للعَلاقات والروابط الراسخة بين البلدين الشقيقين، وإظهارِ ما تَشهده المملكة من حراكِ ثقافيِ متميز على الساحتين العربية والدولية، مشيراً إلى التطور الكبير في مجال الثقافة والكتاب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وكان السفير قطان قد أقام أمسية ثقافية "رياض النيل" بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، وعدد من السفراء الأجانب والعرب والكُتاب، حيث كان ضيف الشرف عالم الآثار الكبير ووزير الآثار المصري الأسبق الدكتور زاهي حواس، الذي ألقى محاضرة بعنوان "التراث السعودي الأثري والآثار المصرية".

واستهل السفير قطان الأمسية بالترحيب بالضيوف الكرام وتقديم الدكتور زاهي حواس، لافتاً إلى أن مصر بها ثلث آثار العالم، والعالم كله يعرف ذلك ويزورها لرؤية هذه الآثار، ولكن المدهش للجميع هو كمية وتنوع الآثار الموجودة في المملكة وتوجه المملكة للاهتمام بهذه الآثار وإظهارها ليتعرف عليها العالم أجمع.

وخلال محاضرته، أشاد الدكتور زاهي حواس بما حدث من تطوير وحفاظ على التراث السعودي الأثري والذي يهتم بآثار ما قبل العصر الإسلامي، بالإضافة إلى الآثار الإسلامية.

وعرض الدكتور حواس أهم ما تم الكشف عنه من آثار بالمملكة العربية السعودية وأهم المواقع الأثرية التي تم تطويرها مثل جدة التاريخية والدرعية، التي هي أول عاصمة للمملكة السعودية، وموقع مدائن صالح والمعروف أيضاً باسم (الحجر)، بالإضافة إلى الكشف المثير الذي أَطلَق عليه اسم "توت عنخ آمون السعودية" وهو مقبرة كاملة لطفلة تعود لـ 4500 عام، وبها العديد من القطع الذهبية.


كما تحدث عن انفتاح المملكة العربية السعودية على العالم من خلال عرض آثارها بمعارض أثرية مهمة تجوب العالم كله، والتي كان أولها معرض عن الخيل العربي وأهميته في الحضارة السعودية، والمعرض الثاني يُعرف باسم "كنوز المملكة العربية السعودية"، والذي طاف عشر مدن أوروبية وهو في طريقه الآن للعرض باليابان.

وأشار الدكتور حواس إلى رؤية الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة الوطنية للسياحة والآثار بالمملكة، ومنظومة التطوير الشامل سواء للمواقع الأثرية أو للمتاحف التاريخية، ومن أهمها المتحف الوطني للرياض، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالكثير من القلاع التاريخية بالمملكة مثل قلعة المسمك وقلعة العُلا وغيرها من القلاع التاريخية.

بعد ذلك، عرض الدكتور حواس أهم الاكتشافات الأثرية المصرية في الفترة الأخيرة، وربط بين الحضارة المصرية والحضارة السعودية من خلال شواهد أثرية مثل الفخار والفنون، موضحاً أن العلاقات بين مصر والسعودية قد تبلورت في العصر الفرعوني، وأهم دليل على ذلك هو وجود نقش حجري للفرعون رمسيس الثالث بواحة تيماء السعودية، والذي نقشه الفنان المُصاحب لبعثة رمسيس الثالث التجارية بشبه الجزيرة العربية.

كما قام بعرض مثير عن أحدث ما تم اكتشافه بخصوص عائلة توت عنخ آمون والكشف عن سبب وفاته وأهم الاكتشافات بمنطقة الأهرامات بالجيزة ومنطقة "تابوزيرس ماجنا".

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يلقي بها محاضر مصري محاضرة عامة عن آثار المملكة العربية السعودية من خلال دراساته وزياراته.


وفي ختام الأمسية الثقافية، تقدم السفير "قطان" بالشكر للدكتور زاهي حواس على محاضرته القيّمة، مقدماً له هدية تذكارية عبارة عن "درع رياض النيل"، كما تم توزيع كتب عن "السياحة والتراث في المملكة" باللغتين العربية والانجليزية على الحضور الكريم.